«حماس»: تقدّم نحو استئناف إطلاق سراح الرهائن
لارا جاكس وآرون بوكسرمان - نيويورك تايمز
Friday, 14-Feb-2025 06:16

صرّحت حركة «حماس» بأنّ الوسطاء يعملون «لإزالة العقبات وسَدّ الفجوات»، بعدما واجه اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل عقبة جديدة.

أعلنت «حماس»، يوم أمس الخميس، أنّها لا تزال ملتزمة بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بما في ذلك إطلاق سراح المزيد من الرهائن خلال عطلة نهاية الأسبوع، في إشارة إلى تقدّم ديبلوماسي، وسط القلق المتزايد بشأن مستقبل الهدنة الهشّة مع إسرائيل.

 

وذكرت «حماس» في بيان، أنّ الوسطاء بين الطرفَين يتابعون «لإزالة العقبات وسَدّ الفجوات» عقب محادثات «إيجابية» مع مسؤولين كبار من مصر وقطر. فإلى جانب الولايات المتحدة، تلعب مصر وقطر دور الوساطة في وقف إطلاق النار، الذي بدأ بهدنة مدّتها 6 أسابيع في أواخر كانون الثاني.

 

لم يصدر تعليق فوري من إسرائيل على بيان «حماس» الأخير، التي كانت قد أكّدت باستمرار أنّ استئناف إطلاق سراح الرهائن يعتمد على التزام إسرائيل بجانبها من الاتفاق بما يُرضي الجماعة. وأعلن باسم نعيم، المتحدّث باسم «حماس»، أنّه يعتقد أنّ عمليات الإفراج ستمضي قدماً يوم غد السبت، لكنّه امتنع عن توضيح بيان «حماس» أو تأكيد الخطة بشكل قاطع.

 

في أواخر كانون الثاني، وافق الطرفان على وقف القتال المدمّر في غزة، إذ وافقت «حماس» على إطلاق سراح ما لا يقلّ عن 33 رهينة مقابل أكثر من 1500 فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية. لكن خلال الأيام القليلة الماضية، أعرب مسؤولون في المنطقة عن مخاوفهم من أنّ الهدنة باتت مهدّدة وسط مزاعم بانتهاكات لوقف إطلاق النار من الجانبَين. حتى لو تمّ التغلّب على العقبة الحالية، لا يزال مستقبل وقف إطلاق النار غير مؤكّد، إذ لم تتوصّل إسرائيل و»حماس» بعد إلى اتفاق بشأن تمديد الاتفاق بعد الأسابيع الـ6 الأولى.

 

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت «حماس» أنّ إسرائيل لا تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق، خصوصاً من خلال عدم السماح بدخول عدد كافٍ من الخيم والمساعدات الأخرى إلى غزة، ما دفعها إلى تعليق إطلاق سراح المزيد من الرهائن احتجاجاً.

 

من جانبه، هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّه ما لم يُطلق سراح الرهائن بحلول ظهر السبت، فستستأنف إسرائيل حملتها العسكرية «حتى يُقضى على «حماس» بشكل نهائي».

 

وأضفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعقيداً إضافياً على الوضع بمطالبته بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين بحلول يوم غد، محذّراً من أنّ «الجحيم سينفجر» إذا لم يحدث ذلك. وبدت هذه الرسالة متناقضة مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه مبعوثو ترامب أنفسهم، وينصّ على إطلاق سراح الرهائن تدريجاً مقابل الإفراج عن السجناء الفلسطينيِّين.

 

في محاولة لحل هذا الجمود، قاد خليل الحية، كبير مفاوضي «حماس»، أخيراً وفداً إلى مصر لعقد اجتماعات مع مسؤولين كبار، وفقاً لما أعلنته الجماعة أمس. وتركّزت المحادثات على السماح بدخول معدّات ثقيلة لأعمال البناء وإزالة الأنقاض، بالإضافة إلى إدخال الخيم لمئات الآلاف من النازحين في غزة والمنازل الجاهزة، بحسب شروط الاتفاق. وعلى رغم من أنّ الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى أفادت بزيادة كبيرة في حجم المساعدات بشكل عام، إلّا أنّ «حماس» تزعم أنّ إسرائيل لا تسمح بإدخال عدد كافٍ من الخيم ولا أي مساكن جاهزة على الإطلاق.

 

وأكّد عومر دوستري، المتحدّث باسم نتنياهو، أمس أنّ إسرائيل لا تسمح بدخول أي منازل جاهزة أو معدّات ثقيلة إلى غزة. ولم يوضّح الأسباب وراء ذلك، أو ما إذا كان من الممكن تغيير هذا القرار في المستقبل. كما منعت إسرائيل في بعض الأحيان دخول مواد معيّنة تصفها بأنّها ذات «استخدام مزدوَج»، مدّعيةً أنّها قد تُستغل من قِبل «حماس» لأغراض عسكرية.

 

وبحسب 3 مسؤولين إسرائيليِّين ووسيطين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية الموضوع، فإنّ مزاعم «حماس» بعدم تلقّي عدد كافٍ من الخيم صحيحة. لكنّ وحدة «كوغات»، وهي الجهة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، نفت ذلك في بيان مكتوب، ووصفت اتهامات «حماس» بأنّها «غير صحيحة تماماً». وعلى رغم من الجمود، لا يزال وقف إطلاق النار الهش صامداً، وقد دخلت بعض الخيم والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى غزة. وأعلنت وكالة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، أنّ 801 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية دخلت غزة في ذلك اليوم وحده، وذلك في إطار «الاستفادة القصوى من الفرصة التي يوفّرها وقف إطلاق النار لتكثيف» المساعدات. لكنّ منسقة الطوارئ في غزة لمنظمة «أطباء بلا حدود» حذّرت من أنّ عمليات إيصال المساعدات الإنسانية لا تتمّ بالسرعة الكافية، وأنّ «الناس لا يزالون يفتقرون إلى الأساسيات الضرورية».

الأكثر قراءة